الأحد، 18 ديسمبر 2011

إليكَ حَيْثُ آمَلُ أَنْ تَكُون ..





أشْتــاقُكَ كُلَّمــا أَبْصَرْتُ مَســاقَــاتِ الْحُزنِ مُمْتَدَةً ..
وَ حَلَقَــاتُ السَّلاَسِلِ تَتَفَكَّــكُ بانْطِفــاءِ الأزْمِنَـــة ..
أَشْتَهِي يَوْمًــا يُضِيؤُنِي الْقَدَرُ فِيهِ ..
أَشْتَهِي قَلْبًــا كَقَلْبِكَ الذِي كَــانَ ..
أَشْتَهِي حُبًّــا يُطَهِّرُنِي مِنْ بَقــايَــا رُوحِكَ الْمَيِّتَةِ دَاخِلِي ..
خُطَــايَ تَهْرُبُ مِنِّي و لاَ تَتْرُكُ إلا الْغُبـَارَ
أَشْعُرُ أَنِّي فَقَدْتُنِي عَلَى نــاصِيَةِ الْقَدَرِ مُلَطَّخَةً بأوْجــاعِ كَرْبَلاَءِ الَّتِي لَنْ تَنْتَهِي ..
وَحْدَهُ أَنْتَ الَّذِي وَهَبَتْكَ السَّمَــاءُ زُرْقَتَهــا و أَغْرَكَ الْبَحْرُ بَعَطــاءِهِ .. و أَنْصَفَكَ الْقَدَرُ
أُفَكِّرُ أَنْ أَتَّخِذَ اللَّيْلَ قِدِّيسًــا كَنَجْمَةٍ خَــانَتْهــا الشَّمْسُ
أَوْ أَنْ أَخْلَعَ عَلَى قَبْرِكَ رُوحِي الْمَسْكُونَةِ بالْخَطِيئَةِ
لاَ أَعْلَمُ أَيُّ النِّهــايَــاتِ يُمْكِنُ أَنْ تَتَنــاسَقَ مَعَ مَوْتِي الأَخِير
لَكِنِّي سأشْرَبُ كُلَّ الْخِيــانَــاتِ فِي كأسِكَ الْمَثْقُوبِ
و سأسْتَوْدِعُ فِي قَلْبِي حُفْنَةً مِنَ الصَّبْرِ الْمُتَرَاكِمِ عَلَى نــايِكَ الْقَدِيم

السبت، 10 ديسمبر 2011

خَطِيئَةُ الليــــل




مـَــا أَكْذَبَ اللَّيْلَ يَحْكِي عَـنْ بُطُولَتِهِ
و الْحُـــزْنُ يُتْلِفُـــهُ فِي عَيْـنِ مُغْتَرِبِ

فِي كُـــــــلِّ زَاوِيَــةٍ حَـرْفٌ وَخــارِطَةٌ
و بــاقَةٌ مِنْ جِهــاتِ الْخَوْفِ و التَّعَبِ

تَقْتــاتُ مِنْ ظَمــأِ الأحْلاَمِ هــَالَتُــهُ
لتَنْطَفِئْ فجأةً دَوَّامَــةُ الْكَذِبِ

يَأْسٌ يُزَاوِرُه حِينــًا و يَتْرُكـُهُ
إنْ ضــاجَعَتْهُ سِنِينُ الشَّوْقِ و الْوَصَبِ

***

خِطِيئَةُ اللَّيْلِ أَنْ لا ذَنْبَ يُرْهِقُهُ
وأنّهُ ســاحَةٌ مَقْطُوعَةُ السَّبَبِ

كأنَهُ حِينَ يَبْكِي فِي تَعَثُّرِهِ
يُرِيدُنَــا فِي جَحِيِمِ الطَّيْش و الشَّغَبِ

يُمْلِي عَلَيْنــا مِنَ الأوْجــاعِ مَلْحَمَةً
مَشْحُونَةً دَأبـهــا الإسْرَافُ بالصَّخَبِ

***

فِي دَاخِلِي سُورَةٌ لَيْلِي يُرَتِّلُهــا
و قِصَّةٌ ثَمْلَةٌ مَكْسُورةُ الْهُدُبِ

تَحْكِي عَنْ الْحُزْنِ يَبْكِي فِي تَهَجُّدِهِ
فتــاهَ بَيْنَ صَهِيلِ الدَّمْعِ و الشُّهُبِ

مــا جِئْتُ سائِلَةً مِنْ دَمْعِهِ قُبَلاً
لَكِنَّ جُرْحًــا عَلى ذِكْرَايَ لَمْ يَطِبِ

أُلَمْلِمُ الْحُبَّ إيمـَــانًــا بِهَيْبَتِهِ
فِي حَضْرَةِ الصِّدْقِ إنْ لاَذَتْ بِهِ كُتُبِي

مَــا أَكْثَرَ الْشِّعْرَ يَغْفُو فِي مُخَيِّلَتِي
و مــا لَهُ فِي غِيــابِ الْحُزْنِ مِنْ رُتَبِ!!

***

يـَــا عَــابِرًا فِي ثَــنَــايَــا الرُّوحِ أُغْنِيَةً
بَعْدَ الْغِيــابِ سَرى يَجْثُو عَلى الرُّكَبِ

قُمْ و انْتَعِلْ زَمَنًــا مَــاءُ انْتِـشَــاءَتِهِ
قَدْ دَنَّسَتْهُ سِنِينُ الْوَجْدِ و الطَّرَبِ

قِيثــارَةُ اللَّيْلِ أَضْـــواءٌ يُرَاقِصُهــا
و نـــايُهُ شَمْعَـــةٌ مَفْتُونَةُ اللهَبِ



،، رُقيَّــة ،،