الاثنين، 20 مارس 2017

مَطَرٌ يُذَكِّرُنِي بأُمِّي


 
مَطَرٌ يُذَكِّرُنِي بأُمِّي

مَطَرٌ يُذَكِّرُنِي بأُمِّي
و تَسِيلُ فِي رُوحِي الطُّفُولَةُ عَذْبَةُ الأَنْفـاس يَكْحَلُهــا الْغِيــابْ
و هُنــاكَ حَيْثُ مَدَائِنُ الازْوَرْدِ تــأخُذُنِي مَسـاءَاتِي الْعَصِيَّهْ
نَــاقٌوسُ ذِكْرَاهــا تَمَرَّدَ فِي دَمِي
و تَنـاسَلَتْ أَضْوَاؤُهــا حُـبًّـا عَلَى شَفَتَيّ يَطْفُو ..
أمِي التِي رَسَمَتْ تَفَـاصِيلَ الْجُنُونِ بَنَفْسَجًـا يَشْتـاقُ أُغْنِيَةَ الْصَّبـاحْ
أُمِي التِي مــِا أْغْفَلَتْ قَلْبِي لِرِيحٍ فِي السَّمَاواتِ الشَّقِيَّــهْ
أَمِّي التِي ابْتَسَمَتْ فأوْرَقَتِ الْعُيُونُ نَوَارِسًــا مَفْتُونَةً بالْبَحْرِ.. و انْتَفضَتْ سَمــاءْ

قَمَرٌ يُذَكِّرُنِي بأمِّي
واللَّيْلُ يَشْهَدُ للأُمُومَةِ
مُنْذُ خَطَّ اللهُ هَذَا الْغْيَبَ
و الْتَحَفَتْ سَمـاءُ الرُّوحِ بالْحُبِّ الْمُعَتَّقِ مِنْ سُلاَلَةِ أَنْبيـاءْ

سَفَرٌ يُذَكِّرُنِي بِأُمِّي ..
هَل أُشْعِلُ الأَحْلاَمَ وَحْدِي فِي زَوَايــا دُمْيَتِي
لَنْ تَحْتَرِفْ كُلُ الْحَكَايَا أَنْ تَفُصِّلَ آَيَةً قُدْسِيَّةً
كَالأُمِّ فِي قــامُوسِ طِفْلٍ أَنْجَبَتْهُ الْحَرْبُ
كَيْ يَهِبَ الدِّمــاءْ

قَدَرٌ يُذَكِّرُنِي بِأُمِّي
لَمْ يُخْطِئُوا فِي الْيَوْمِ
أنْتِ الشِّعْرُ حِيَنَ يَمُدُّ نَشْوَتَهُ
و أنْتِ قَصِيدَةٌ للحُبِّ تَمْتَمَـهــا الْوُجُودُ
فأوْرَثَهــا الْغِنــاءْ ..
 
 
 
 
رقية البريدي 2011
 

الأحد، 13 نوفمبر 2016

فِي حَضْـرَةِ عُمـــان

 
أَرْضٌ عَلَى شَفَةِ الأشعَارِ تَزْدَانُ
  إنْ جِئْتَ تُنْشِدُهَا خَانَتْكَ أَوْزَانُ
    
  

 
أَرْضٌ مٌطَّهْرَةٌ، بالْحُبِّ مُثْقَلَةٌ
أَقْدِمْ تجِدْ أَنَّهَا للمَجْدِ عُنْوَانُ
  

 
 
 
مَحْفُورَةٌ في جَبِينِ الشَّمْسِ مِنْ أَزَلٍ
لَمْ تُثْنِها عَنْ مَقامِ الْعِزِّ أَزْمانُ

 

  
تَخاصَمَتْ أذْرُعُ التَّارِيخِ تَحْضِنُها
فَنِعْمَ ما أَنْجَبَتْ بالْخِصْمِ أَحْضَانُ

 

  
ذِي قِبْلَةُ الأَرْضِ فِي كَفَّيَّ أَحْمِلُها
يُضِيءُ مِحْرَابَها عَدْلٌ وإيمانُ

 

  
قُدْسِيَّةُ التُّرْبِ فِي أَحْدَاقِنَا ارْتَسَمَتْ
كأنَّها بالْهُدَى رَوْحٌ ورَيْحانُ

 

  
أَسْطُورَةٌ قَصَّهَا التَّارِيخُ مُفْتَخِرًا
بِعُصْبَةٍ مِنْ رُعَاةِ الأَمْرِ ما خانُوا

 

  
تَنَزَّهَتْ فِي ذُرَى الأَيامِ مُسْبِلَةً
ثَوْبَ الرَّخاءِ عَلَى شَعْبٍ لَها صَانُوا
  

 
 
يَخُطُّها قَائِدٌ كُحْلاً بأعْيُنِهِم
فَيُبْهِرُ الْكَوْنَ ما أحْياهُ فَنَّانُ

 

  
قابُوسُ أرْسَلَها نَجْمًا بِقافِلَةٍ
وأَوْثَقَ الْسِّرْجَ كَيْ يَعْلُو لَها شَانُ

 

  
للهِ دَرُّ حَكِيمٍ سَاسَ دَوْلَتَهُ
كأنَّهُ فِي جِهاتِ الأَرْضِ مِيزَانُ

 

  
عَصْرٌ بِهِ تُوِّجَتْ عَرْشَ السَّلاَمِ وقَدْ
قامَتْ لَها فِي مُحِيطِ الأُفْقِ أَرْكانُ

 

  
تُخْجِلْكَ إنْ جِئْتَها بالْحُبِّ تَقْصِدُهَا
فَهِيَ التِي حُبُّها للرُّوحِ غُفْرَانُ

 

  
بَلَدٌ تُسَابِقُ للعَلْيَاءِ فِي نَهَمٍ
هَيْهاتَ تَسْبِقُهَا فِي ذاكَ بُلْدَانُ

 

  
هَلْ يُبْعَثُ الْفَخْرُ إلاَّ مِنْ مَفاتِنِهَا
لَها عَلَى الْفَخْرِ أَفْضَالٌ وإحْسانُ

 

  
يا دَانَةً فِي عُيُونِ النَّاسِ مُضْمَرَةً
ولَيْسَ يُنْكِرُ هُا بالأرْضِ إِنْسَانُ
  

 
 
أنْتِ الْحَياةُ التِي فِي وَجْهِنَا ابْتَسَمَتْ
فأوْرَقَتْ فِي هِضابِ القَلْبِ أَوْطانُ

 

  
عُمانُ يا نَبْضَةً هَزَّتْ عَزَائِمَنا
كَرَامَةٌ أَنْتِ، فِيكِ الطُّهْرُ نَشْوَانُ
  

 
 
فَلاَ تُلاَمُ عُرُوشُ الشِّعْرِ إنْ سَجَدَتْ
فإنَّهَا حَرَمٌ، للشِّعْرِ تبيانُ
 



رقية  البريدية

 

  

 

الأربعاء، 9 نوفمبر 2016

حَنِينٌ عَلَى ضِفَةِ الـــرُّوح

 
 

يَمُرُّ بأَضْلاَعِي حَنِينٌ مُغَيَّبُ
يُعِيدُ رَحَى الذَّكْرَى لِقَلْبِي ويَغْرُبُ
  
عَلَى وَتَرٍ يَمْشِي لِكَيْ لا يُصْيبَنِي
بِمَسِّ الْهَوى يأتِي إليَّ ويَذْهَبُ
  
حَنُونٌ عَلَى رُوحِي يُسِيلُ بَيــاضَها
ويَبْعَثُهَــا طَيْفــًا مِنَ الْحُبِّ أَقْرَبُ
  
يُنـَـاغِي أَغـانِي الْغَيْمِ فِي صَفْحَةِ الْمَدَى
لِيُرْقِصَ لَيْلاً هَــائِمــًا يَتَذَبْذَبُ
  
شَفِيفٌ كــمــاءِ الْحُبِّ يَقْطُرُ حــَالِمًــا
عَلَى نَغَمِ الْجَدَّاتِ يَغْفُو فَيُسْهِبُ
  
ويَصُحُو كَطِفْلٍ فِي الْبَراءَةِ غــارِقٌ
يُفَكِّرُ هَلْ أَبْكِي ومــاذَا سَأَلْعَبُ

***
عَلَى ضِفَّةِ الضَّوْءِ الْمُبَعْثَرِ فِي فَمِي
نَشِيدُ رِمــالٍ فِي الْحـيــاةِ مُغَيَّبُ
  
غَرِيبٌ بِصَحْرَاءِ الغِيــابِ مُشَتَّتٌ
كَسِيرٌ، بأَرْضِ الْحُبِّ شَيْخٌ مُعَذَّبُ
  
نَوَارِسُهُ أَلْقَتْ حِبــالَ إيـــابِــهِ
ونــادَى مُنــادِيهِا لَئِنْ عــادَ يُصْلَبُ
  
ولَيْسَ لَهُ سِفْرٌ يُغَنَى بِمَوْتِهِ
ولَيْسَ لَهُ مِنْ لُجَّةِ الْمــاءِ مَذْهَبُ
  
تُطــارِدُهُ الأَحْلاَمُ أنَّى تَوَجَّهَتْ 
إِلَيْهِ جِهــاتُ الرُّوحِ للصُّلْحِ تَطْلُبُ
  
نَشِيدٌ عَلَى كَفِّ الْمَقــابِرِ مَيِّتٌ
لَهُ لَحْنُ قِدِّيسٍ مِنَ الْغَيْبِ يُوهَبُ
  
***
لَقَدْ كـانَ لِي أَمْسٌ خَيــالٌ مُشَــاغِبٌ
يُضِيءُ غَياهِيبَ الْحَنِينِ فأَعْجَبُ
  
يَلُفُّ عَلَيَّ الشِّعْرَ إذْ مــا تَقــاطَرَتْ
سِنِينُ شِتــاءٍ فِيهِ لِلدِّفْءِ أطْلُبُ
  
بِبِئْرِ الْقَوَافِي أَجْمَعُ الْحُزْنَ كُلَّهُ 
فَيْسْمَعُ إخْوَانِي نَحِيبِي ويَطْرَبُوا
  
عَجِبْتُ لأَمْرِ الشِّعْرِ كَيْفَ يُمِيتُنِي
ويَخْلُقُنِي إنْ شــاءَ حِينَ أُعَذَّبُ
  
لَكَ اللهُ يــا فَجْرَ الْقَصِيدَةِ هُزَّنِي
فَقَدْ بِتُّ فِي جِذعِ القَوافِي مُصَلَّبُ
  
أُعِيدُ ارْتِحـالِي بَيْنَ حَرْفٍ وآخَرٍ 
فَيأخُذُنِي مِنِّي حَنِينِي ويَكْتُبُ
  
***
أتَسْــألُ عَنْ سِرِّ الْحِنِينِ يُثِيرُنِي
هُوَ الْحُبُّ يا ظلِّي مِنَ اللَّيْلِ يَشْرَبُ
  
وآيــاتُـــــهُ تُتْلَى عَلَيَّ بِشِـــــــدَّةٍ
فأُرْخِي لَهــا رُوحِي وصَمْتًا  يُسَحَّبُ
  
لِتُنْزِلَنِي مِنْ غَيْهَبِ الشَّوْقِ مَنْزِلاً
يَنُوءُ بِهِ قَلْبٌ مِنَ الْفَجْرِ أَطْيَبُ
  
سِنِينٌ عِجــافٌ أَمْطَرَ الصِّدْقَ حُلْمُهَــا
وَيُوسُفُهــا فِي ظُلْمَةِ النأْيِ  كَوْكَبُ
  
مَســافَةُ أَحْلاَمِي افْتِقــارٌ وغُرْبَةٌ
فَكَيْفَ لَهــا أُصْغِي ودَمْعِيَ يَغْضَبُ
  
أَمَـانٍ قَدِيمــاتِ السُّكُونِ تُحِيطُنِي
وتَنْفُضُ أَقْلاَمِي  ومِثْلِيَ يُغْلَبُ
  
إِذَا كــانَ قَلْبُ الْمَرْءِ فِي الغَابِ أَرْنَبٌ
فَلاَ شَكَّ أَنَّ الْحُبَّ يَــا صــاحِ ثَعْلَبُ
  
                                                

رُقيَّة بنت سيف بن حمود البريدية