الأحد، 18 ديسمبر 2011
إليكَ حَيْثُ آمَلُ أَنْ تَكُون ..
أشْتــاقُكَ كُلَّمــا أَبْصَرْتُ مَســاقَــاتِ الْحُزنِ مُمْتَدَةً ..
وَ حَلَقَــاتُ السَّلاَسِلِ تَتَفَكَّــكُ بانْطِفــاءِ الأزْمِنَـــة ..
أَشْتَهِي يَوْمًــا يُضِيؤُنِي الْقَدَرُ فِيهِ ..
أَشْتَهِي قَلْبًــا كَقَلْبِكَ الذِي كَــانَ ..
أَشْتَهِي حُبًّــا يُطَهِّرُنِي مِنْ بَقــايَــا رُوحِكَ الْمَيِّتَةِ دَاخِلِي ..
خُطَــايَ تَهْرُبُ مِنِّي و لاَ تَتْرُكُ إلا الْغُبـَارَ
أَشْعُرُ أَنِّي فَقَدْتُنِي عَلَى نــاصِيَةِ الْقَدَرِ مُلَطَّخَةً بأوْجــاعِ كَرْبَلاَءِ الَّتِي لَنْ تَنْتَهِي ..
وَحْدَهُ أَنْتَ الَّذِي وَهَبَتْكَ السَّمَــاءُ زُرْقَتَهــا و أَغْرَكَ الْبَحْرُ بَعَطــاءِهِ .. و أَنْصَفَكَ الْقَدَرُ
أُفَكِّرُ أَنْ أَتَّخِذَ اللَّيْلَ قِدِّيسًــا كَنَجْمَةٍ خَــانَتْهــا الشَّمْسُ
أَوْ أَنْ أَخْلَعَ عَلَى قَبْرِكَ رُوحِي الْمَسْكُونَةِ بالْخَطِيئَةِ
لاَ أَعْلَمُ أَيُّ النِّهــايَــاتِ يُمْكِنُ أَنْ تَتَنــاسَقَ مَعَ مَوْتِي الأَخِير
لَكِنِّي سأشْرَبُ كُلَّ الْخِيــانَــاتِ فِي كأسِكَ الْمَثْقُوبِ
و سأسْتَوْدِعُ فِي قَلْبِي حُفْنَةً مِنَ الصَّبْرِ الْمُتَرَاكِمِ عَلَى نــايِكَ الْقَدِيم
السبت، 10 ديسمبر 2011
خَطِيئَةُ الليــــل
مـَــا أَكْذَبَ اللَّيْلَ يَحْكِي عَـنْ بُطُولَتِهِ
و الْحُـــزْنُ يُتْلِفُـــهُ فِي عَيْـنِ مُغْتَرِبِ
فِي كُـــــــلِّ زَاوِيَــةٍ حَـرْفٌ وَخــارِطَةٌ
و بــاقَةٌ مِنْ جِهــاتِ الْخَوْفِ و التَّعَبِ
تَقْتــاتُ مِنْ ظَمــأِ الأحْلاَمِ هــَالَتُــهُ
لتَنْطَفِئْ فجأةً دَوَّامَــةُ الْكَذِبِ
يَأْسٌ يُزَاوِرُه حِينــًا و يَتْرُكـُهُ
إنْ ضــاجَعَتْهُ سِنِينُ الشَّوْقِ و الْوَصَبِ
***
خِطِيئَةُ اللَّيْلِ أَنْ لا ذَنْبَ يُرْهِقُهُ
وأنّهُ ســاحَةٌ مَقْطُوعَةُ السَّبَبِ
كأنَهُ حِينَ يَبْكِي فِي تَعَثُّرِهِ
يُرِيدُنَــا فِي جَحِيِمِ الطَّيْش و الشَّغَبِ
يُمْلِي عَلَيْنــا مِنَ الأوْجــاعِ مَلْحَمَةً
مَشْحُونَةً دَأبـهــا الإسْرَافُ بالصَّخَبِ
***
فِي دَاخِلِي سُورَةٌ لَيْلِي يُرَتِّلُهــا
و قِصَّةٌ ثَمْلَةٌ مَكْسُورةُ الْهُدُبِ
تَحْكِي عَنْ الْحُزْنِ يَبْكِي فِي تَهَجُّدِهِ
فتــاهَ بَيْنَ صَهِيلِ الدَّمْعِ و الشُّهُبِ
مــا جِئْتُ سائِلَةً مِنْ دَمْعِهِ قُبَلاً
لَكِنَّ جُرْحًــا عَلى ذِكْرَايَ لَمْ يَطِبِ
أُلَمْلِمُ الْحُبَّ إيمـَــانًــا بِهَيْبَتِهِ
فِي حَضْرَةِ الصِّدْقِ إنْ لاَذَتْ بِهِ كُتُبِي
مَــا أَكْثَرَ الْشِّعْرَ يَغْفُو فِي مُخَيِّلَتِي
و مــا لَهُ فِي غِيــابِ الْحُزْنِ مِنْ رُتَبِ!!
***
يـَــا عَــابِرًا فِي ثَــنَــايَــا الرُّوحِ أُغْنِيَةً
بَعْدَ الْغِيــابِ سَرى يَجْثُو عَلى الرُّكَبِ
قُمْ و انْتَعِلْ زَمَنًــا مَــاءُ انْتِـشَــاءَتِهِ
قَدْ دَنَّسَتْهُ سِنِينُ الْوَجْدِ و الطَّرَبِ
قِيثــارَةُ اللَّيْلِ أَضْـــواءٌ يُرَاقِصُهــا
و نـــايُهُ شَمْعَـــةٌ مَفْتُونَةُ اللهَبِ
،، رُقيَّــة ،،
الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011
خربشة ..
كِلْمــا نَفَضْتِ الْحِزْن مَرّ إنْســانْ
بَعْثَرْ مَدِينَهْ دَاخِلِي و قَامْ يِحْكِينِي
أوَّلْ تِفَاصِيلِ الْوَجَعْ قَلْبْ عَطْشَانْ
و سنْينْ مُرَّهْ و رِوحٍ مَيِّتَهْ فِينِي
كِنَّا عَلَى كِتْفِ الزَّمَنْ يُوْمْ خِلاَّنْ
طَاحِ الْعُمُرْ مِنِّي و شَاخَتِ سِنِينِي
حُفْنْةْ تَعَبْ أَعْمَتْ مَصَابِيحْ نِسْيَانْ
ذِكْرَى و حَنِينِ و دَمْعْ يِجْفْ بِيْدينِي
كِلْمَا تِضِيقِ الرُّوحْ صَارَعْتْ خِذْلاَنْ
إِنْتَ الوَحِيدِ إِللي عَرَفْ كِيفْ يِحْوِينِي
يَـا مَا شِوَارِعْ فِيكْ لِلشُّوقْ عِنْوَانْ
إِيــــهْ مِنِّي ..كِــيفْ شُوقِي يِبَكِّينِي
مِهْمَا ابْتَعَدْ هَالْوَقْتْ و الْوَقْتْ خَوَّانْ
تِبْقَى وَطَنْ يِنْبِضْ فِينـي يِدَفِّينِي
"رقيَّة "
الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011
ربمــــا ..
مُنْذُ زَمَنٍ بَعِيدٍ لَمْ أَنْفِجِرْ بُكــاءً كَاليَوم !
يَبْدُو أَنِي اشْتَقْتُ للاغْتِســالِ بالدَّمْعِ ، أَوْ أَنَّ الدَّمْعَ اشْتــاقَ أَنْ أَغْتَسِلَ بِهِ ॥ إنَّهــا السَّــاعَةُ التِي نَتَوَقَّفُ فِيهــا لِنَكْتِشَفَ أَنَّنَــا نَسِيرُ فِي الطَّرِيقِ الْخَـــطأ ، إمَّــــا أَنْ نُواصِلَ عَلَى كُرْهٍ مِنَّــا ، أَوْ أَنْ نُغَيِّرَ الْمَســارَ و نَخْسَرَ مُعْظَمَ الأشْيــاءِ ...
هَوَاجِسَ كَثِيرَةً يُطْعِمْنِيهــا هَذَا اللَّيْلُ، و إنِي أُحِبُّ اللَّيْلَ كَثِيرًا ، فَهُوَ دُمْيَتِي التِي أَلْهُو بِهـا كُلَّمــا اشْتَقْتُ الطُّفُولَة ، و وِســادَتِي التِي تُلَوِّنُ لِيَ الأحْلاَمَ ، و وَطَنِي الذِي يُشْعِرُنِي بالأمــانِ ॥ غَيْرَ أَنْ هَذَا لاَ يَعْنِي أَنَّهُ سَوْف يُبَخِّرُ الْحُزْنَ الْعَمِيقَ دَاخِلِي ..
أَشْعُرُ حَقًــا أَنِي أَضَعْتُ كُلَّ أحْلاَمِي ॥ غــارِقَةٌ أَنــا فيــــ .. في شَيء ما لاَ يَجِب أَنْ أَغْرَقَ فِيه ..عاجِزَةٌ عَنْ اتْخــاذِ قَرَارٍ يُنْقِذُنِي .. و أَخْشَى أَنِي فِعْلاً أَمُــــــــــــــوت ...
الأربعاء، 6 يوليو 2011
مَعْزُوفَةُ الْوَفـــاء
حــائِرٌ يــا بَحْرُ و الْقَلْبُ بَكى
في عُيُونِي بَعْضُ أَحْلاَمِ الْوَفــا
كــانَ لِي فِيكَ صَدِيقٌ مُخْلِصٌ
خَبَّـأَ الشَّوْقَ بِرُوحِي و جَفَا
وَيْحَ نَفْسِي إذْ رمَـاها صاحِبٌ
كانَ للدَّرْبِ رَفِيقِي الْمُصْطَفَى
في خيَالِي قصَّـــــــةٌ لا تَنْتَهِي
و امْتِــدَادٌ للخِيــاناتِ صَـــفـا
يا سَمــاءَ الْوَجْدِ غَنِّي وَجَعِي
و اهْطُلِي مِثْلَ دُمُوعِي تَرَفــا
رُبَّمــا يُبْعَثُ عَهْــدٌ سـالِفٌ
بمــعانِي الصِّدْقِ يَوْمًـا وُصِفــا
يَوْمَ كُنـــا للأمــانِي رِحْلَــةٌ
و بِكَفَّــيْنــا عَقَـدْنــا الشَّـرَفــا
و نُغَنِي قِصَّةَ الْحُبِّ مَعًـا
فَيَزِيدُ الْكوْنُ فِينــــا شغَفَـــا
تائِــــهٌ يا رَمْلُ أَشْكــــو ألَمِي
كَيْفَ أصْحُو وخَلِيلِي قَدْ غفى؟!
كُلَمــا أَصْحُـو بِصُبْحٍ مــاطِرٍ
أَذْكُرُ الحُبَّ و خِـــلاًّ مُنْصِفــا
أيهــا الرَّاحِلُ طيْفًــا مُعْتِمًــا
زاد هَمِّي يا صديقي فـكَفى
خفِّفِ الطَّعْنَ بِقَلْبِي و لْتَكُنْ
مِثْلَ نــايٍ لِجُــــرُوحِي عَـزَفــا
"رقية "
الأحد، 8 مايو 2011
تَوَضَّأْتُ بِالْحُزْنِ
والحُزْنُ يَعْرِفُنِي مُذْ كُنْتُ فِي حِضْنِ أُمِّي أُصَلِّي..
يَعْرِفُ أَنِّي أُضَاجِعُهُ كُلَّمَا انْتَفَضَتْ فِي عُيُونِي الْحَيَاةْ..
وَ يَعْلَمُ أَنَّ ابْتِسَامِي نَسِيجٌ مِنَ الْحُبِّ وَ الأُغْنِيَاتْ ..
وَ يَعْلَمُ أَنَّ بُكَائِي حَنِينٌ بَعِيدٌ لِمَا كَانَ قَبْلُ و ما لمْ يَكُنْ ..
هُوَ اللَّيْلُ يَصْرُخُ فِيَّ :
- أَيَا سُورَةً لِلْحَنِينِ اسْتَدِيرِي
دَعِينِي أُفَتِّشُ عَنْهُ بِرُوحِكْ
وَ عَنْ بَعْضِ أَعْبَاءِ هَذَا الْـغِيَابْ
دَعِينِي أُغَسِّلُ بِالنُّورِ أَحْلاَمَكْ
أُرْقِصُ فِيكِ الْحَكَايَا الْقَدِيمَةْ
أُكَحِّلُ قَلْبَكِ بِالْحُبِّ
- مَا الْحُبُّ يَا لَيْلُ؟مَا الْحُبّ؟!
- سِفْرٌ مِنَ اللهِ يَزْرَعُهُ لِنُضِيئَ بِهِ الأُمْنِيَاتْ
.....
الجمعة، 11 مارس 2011
مِنْ رَســائِلِي الْقَدِيمَــة .. إلَى مَرْوَان الغفوري بعدَ قِراءة رِوَايَته (وفـاةُ الرّجلِ الميت)
الْعَزِيز مَرْوَان /
إِنَّ قَارِئَ " وَفَاة الرَّجُل الْمَيِّت " يَسْتَطِيعُ أَنْ يَجْزِمَ مِنَ الْقِرَاءَةِ الأُولَى بِأَنَّ مَرْوَانْ الْغَفُورِي شَاعِرٌ قَبْلَ كُلِّ شّيء ، حَاوَلَ مِنْ خِلاَلِ رِوَايَتِهِ أَنْ يَتَخَلَّصَ مِنْ شُحْنَة كَبِيرَة مِنَ الْوَجَعِ الْمُغَلَّفِ بالْمَوْتِ مِنْ خِلاَلِ نَصٍّ رِوَائِي ، سَخَّرَ فِيهِ ذَاتَـهُ الْمُوجَعَة لِتَكُونَ الرَّاوِي النَّاطِق بِصُوَرِهِ الشِّعْرِيَة مُجَلِّيًا ذَلِكَ الاضْطِرَاب و الْقَلق النَّفْسِيّ الذِي يَسْكُنُهُ ، و رَاسِمًا لَنَا عَوَالِمَهُ الْخَاصَّة بأُسْلُوبٍ سَلِسٍ جَمِيل ।
إِنَّ قَارِئَ " وَفَاة الرَّجُل الْمَيِّت " يَسْتَطِيعُ أَنْ يَجْزِمَ مِنَ الْقِرَاءَةِ الأُولَى بِأَنَّ مَرْوَانْ الْغَفُورِي شَاعِرٌ قَبْلَ كُلِّ شّيء ، حَاوَلَ مِنْ خِلاَلِ رِوَايَتِهِ أَنْ يَتَخَلَّصَ مِنْ شُحْنَة كَبِيرَة مِنَ الْوَجَعِ الْمُغَلَّفِ بالْمَوْتِ مِنْ خِلاَلِ نَصٍّ رِوَائِي ، سَخَّرَ فِيهِ ذَاتَـهُ الْمُوجَعَة لِتَكُونَ الرَّاوِي النَّاطِق بِصُوَرِهِ الشِّعْرِيَة مُجَلِّيًا ذَلِكَ الاضْطِرَاب و الْقَلق النَّفْسِيّ الذِي يَسْكُنُهُ ، و رَاسِمًا لَنَا عَوَالِمَهُ الْخَاصَّة بأُسْلُوبٍ سَلِسٍ جَمِيل ।
و أَظُنُّه وُفِّقَ إِلَى حَدٍّ كَبِير فِي اسْتِثْمَارِ ثَقَافَتِهِ الْوَاسِعَة ، و اطْلاَعِهِ الْمُمْتَد ، إِلَى جَانِب تَخَصُّصِهِ الذِي كَانَ مُسَيْطَرًا عَلَى الْمَشْهَد مِنْ بِدَايَةِ النَّصِ إِلَى نِهَايَتِهِ ، و أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُول أَنَّهُ نَجَحَ فِي تَوْظِيفِ تِلْكَ الالْتِقَاطَاتِ الدَّقِيقَة الْمُتَمَثِّلَة فِي الْمَخْزُونِ الثَّقَافِي ببَرَاعَةِ نَسْجِ الْحَدَثِ ، بِمَا يَجْعَلُهُ يُعَبِّرُ بِحُرِّيَةٍ مُطْلَقَةٍ عَمَّا يُرِيد ، لِنَجِدَ دَفَّتَيْن أَسَاسِيَّتَيْنِ تَتَجَاذَبَانِ النَّصَّ هُمَا : الطِّب و الأَدَب ، فَيُمَثِلُ لَنَا بِطَرِيقَةٍ مَا عَالَمَيْهِ الْمُمَيَّزَيْنِ مِنْ خِلاَلِ الطَّرْحِ الْمُتَبَادَل بِبَرَاعَةِ الْكَاتِب حَيثُ يُدْخِلُ الأَطِّبَاءَ و الشُّعَرَاءَ فِي مَحْكَمَةِ الذَّاتِ الْخَفِيَّة ، و نَجِدُهُ يَنْحَازُ بِنَفْسِهِ للأَدَبِ و الشُّعَرَاء ، حَيْثُ يَصُبُّ سَخْطَهُ عَلى الطِّب و الأَطِبَّاء فِي هَذَا النَّص مُلْتَجِئًا إِلَى الشِّعْرِ و الشُّعَرَاء رُبَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ نَاتِجًا عَنْ شُعُورٍ كَامِنٍ فِي ذَاتِ الكَاتِب بَعْدَ أن عَجَزَ الطِّبُّ عَنْ إنْقَاذِ حَبِيبَتِهِ ، و رُبَّمَا يَكُونُ دَافِعًا أَيْضًا نَحْوَ الْتَّمَيُّزِ فِي مَجَالِ تَخُصُّصِهِ و هُوَ يَرَى حَبِيبَتَهُ فِي رُوحِ كُلِّ مَرِيضٍ يُعَالِجُهُ كَمَا صَرَّحَ بِذَلِكَ يَوْمًا .
و لَيْسَ غَرِيبًا أَبَدًا أَنْ نَسْتَشْعِرَ ذَلِكَ التَّمَاهِي و الامْتزاج الرُّوحِي بَيْنَهُ و بَيْنَ لَيَال نَبِيل ( سَالِي نَبِيل ) و كَيْفَ اسْتَطَاعَتْ الْقُدْرَة الإِلَهِيَّة الْمُتَجَلِّيَة فِي الْمَوْت أَنْ تَفْصِلَ بَيْنَهُمَا ، لِيَدْخُلَ الْكَاتِب فِي عَوَالِم الذَّات ( الأنا ، و الأنا الأعلى ) ، و هَذَا التَّقْسيم الدَّقِيق ما هُو إِلاَّ دَلاَلَةُ حُبٍّ رَصين ، جِعَل لَيَال نَبِيل تَسْكُنُ فِي دَاخِلَ الكَاتِب بَعْدَ أَنْ ارْتَقَتْ رُوحُهَا للسَّمَاء ، و هَذَا الاضْطراب النَّفْسِي يَظْهرُ جَلِيَّا عِنْدَمَا تُتَاحُ الْفُرْصَة للكَاتِب أَنْ يَتَحَدَّثَ عَنْ حَبِيبَتِهِ لَيَال بِشَكْلٍ أَوْ بآخَر ، أو رُبَّمَا مِنْ خِلاَلِ السَّيدَة فَيْرُوز التِي كَانَ يَلْجأُ إِلَيْهَا لِتُغَنِّي و تُشْبِعَ ذَاتَهُ الْمُنْتَظِرَة للحُبِّ .
إِنّ التَّنُوَّعَ السَّرْدِيّ للكَاتِب ، و التَّنَقُلُّ الْخَفِيّ لَهُ يَجْعُلُنَا نُشَارِكُهُ مُتْعَةَ السَّفَرِ حَتَّى النِّهَايَة ، طَمَعًا فِي أَنْ نَخُوضَ فِي حَيَاةِ مَا بَعْدَ الْمَوْت و مَا قَبْلَ الْحَيَاة الثَّانِيَة ، ثمَّ أنَّ "الْمُنُولُوج" يَشُّدُّنَا لاسْتِكْشَافِ أَشْيَاءَ كَثِيرَة و يَفْتَحُ لَنَا بَابًا وَاسِعًا مًمْتَدًّا لِنَعِيشَ مَعَهُ اللحَظْة التِي يُرِيدُنَا أَنْ نَسْتشْعِرَهَا مَعَهُ بِدَهْشَة و تَشَوُّق .
أَيُّهَا النَّبِيل مَرْوَان /
هَا أَنْتَ أَثــبَتَّ لِقَارئِكَ أَنَّكَ و الْحُزْنُ تَــوْأمٌ ، و أَنَّكَ و الْمَوْتُ فِي عِدَاءٍ دَائِمٍ حَتَّى تَنْتَقِمَ لِــ لَيَـــال !
فاعْذُرْنِي بِحَجْمِ حُبِّكَ لـ لَيـــال إِنْ تَجَاوَزْتُ حُدُودَ الْقِرَاءَةِ هُنَا !
قَدَرًا مُبْتَسِمًا أَرْجُوهُ لَكَ هُنَا و لِــ لَيَـال هُناكَ ، و لَكُمَا عِنْدَمَا تَلْتَقِيَان !
رُقَـيَّـــة البـريدِي
الثلاثاء، 22 فبراير 2011
مَدَارُ الرُّؤَى
كأنِي عَلَى الضَّوْءِ أَمْشِي رُوَيْدًا
و خَلْفِي تَسِيرُ الرُؤَى مُغْرَمـاتْ
أنا قِصَّــةٌ لامْتِــدَادِ الزَّمـــانِ
و حُلْـمٌ تَمَخَّـضَّ بالأُمْنِيــــاتْ
عَلَى وَطَــــنٍ مِنْ خيــالٍ بَعِيــدٍ
نَفَضْتُ جُنُونِي و بَعْضَ الْحَـيـاةْ
وَ أُقْسَمْتُ للرُّوحِ حِينَ تَشَظَّتْ
بأَنِّي مَفــاتِيحُها الْمُغْلَقــاتْ
****
أيَـا مُتْرَعًــا بالأَمـانِي تَبَصَّرْ
فأنْتَ نَسِيــجٌ مِنَ الْقُبُلاَتْ
أُحــاوِلُ رَسْمَكَ حِينَ تُصَلِّي
و تَدْعُو بِحُبٍّ : أَقِيمُوا الصَّلاةْ
إذَا مــا رَأيْتُ بِظِلِّ عَرِيشٍ
بقــايَــاكَ و الأَنْجُمُ الثَّمِلاَتْ
سأُنْبِتُ لَيْمُونَةً فَوْقَ قَلْبِي
و أُرْقِصُ قِيثــارَةَ الْكَلِمـــاتْ
****
تَشــاؤكَ يا مَعْبَدَ الزَّهْرِ شَوْقًـا
عُرُوسٌ مِنَ الأَحْرُفِ الشَّبِقــاتْ
تُغَنِيكَ ســَاجِدَةً فِـــي الصَّبــاحِ
كأنَّكَ فِي عُرْفِهَــا الْمُنْجِيــاتْ
فأنْتَ انْعِكــاسُ المُنَى فِي الْمَرَايا
و أنْتَ مَدَارُ الرؤى الْمُشْرَعــاتْ
مَتَى تَتَبَوَّأُ عَرْشَــكَ مِنـــِّي
لأغْسِلَ قَلْبَكَ بالأُغْنِيـــاتْ ؟!
رُقَيَّة بنت سيف بن حمود البريدية
26 كــانون الأوَّل 2010 م
السبت، 12 فبراير 2011
أَطْيــافُ الْهَوَى
سَــاقَتْكَ أَحْلاَمِي و نَبْضُ خَوَاطِرِي
و أَتَيْتُ حُبَّــكَ فِي جَبِينِي أَحْمِلُ
تَتَســابَقُ الْكَلِمِاتُ فِيكَ فأصْطَفِي
مِنْهــا.. و شِعْرِي مِنْ غَرَامِكَ يَنْهَلُ
مُتَوَجِّهٌ قَلْبِي إِلَيْكَ مُســافِرٌ
و إِلَيَّ قَلْبُكَ يــا حَبِيبِي يَرْحــلُ
لَوْ جِئْتُ أَكْتُبُ فِيكَ بَعْضَ قَصِيدَةٍ
لَمْ أَلْقَ وَصْفًــا للقَصِيدَةِ يُكْمِلُ
يــا أَنْتَ يَــا رُوحَ الْقَصِيدِ و كُنْهَهُ
دَعْنِي أُرَتِّلُ فِيكَ مــا سَأُرَتِّلُ
تتأرْجَحُ الْكَلِماتُ ثَمْلَى تَنْتَشي
إنْ أَبْصَرَتْكَ بِعُمْقِها تَتَشَكَّــلُ
هلْ هَذِهِ الأَقْدَارُ تَعْلَمُ أَنَّنِي
ما كُنْتُ قَبْلاً مِثْلَ حَبِّكَ أَسْــأَلُ ؟
وَطَنٌ بِرائِحَةِ الْحَنِينِ مُطَيَّبٌ
و مُعَتَّــــقٌ بالأُقْحُوانِ مُفَتَّــــلُ
مُتَوَهِّجٌ كَفَرَاشَةِ الضَّوْءِ التِي
نَزقًــا تَطَيِرُ .. بِخِفَّـــةٍ تَتَنَقَّلُ
هِي حِكْمــةُ الأقْدَارِ تَغْسِلُ رُوحَنــا
مــا أَجْمــلَ الأَرْوَاحَ إذْ مــا تُغْســلُ
غَنَّتْ يَمــامـاتِي عَلَى قِيـثـارَةٍ
و أَتَيْتُ حُبَّــكَ فِي جَبِينِي أَحْمِلُ
تَتَســابَقُ الْكَلِمِاتُ فِيكَ فأصْطَفِي
مِنْهــا.. و شِعْرِي مِنْ غَرَامِكَ يَنْهَلُ
مُتَوَجِّهٌ قَلْبِي إِلَيْكَ مُســافِرٌ
و إِلَيَّ قَلْبُكَ يــا حَبِيبِي يَرْحــلُ
لَوْ جِئْتُ أَكْتُبُ فِيكَ بَعْضَ قَصِيدَةٍ
لَمْ أَلْقَ وَصْفًــا للقَصِيدَةِ يُكْمِلُ
يــا أَنْتَ يَــا رُوحَ الْقَصِيدِ و كُنْهَهُ
دَعْنِي أُرَتِّلُ فِيكَ مــا سَأُرَتِّلُ
تتأرْجَحُ الْكَلِماتُ ثَمْلَى تَنْتَشي
إنْ أَبْصَرَتْكَ بِعُمْقِها تَتَشَكَّــلُ
هلْ هَذِهِ الأَقْدَارُ تَعْلَمُ أَنَّنِي
ما كُنْتُ قَبْلاً مِثْلَ حَبِّكَ أَسْــأَلُ ؟
وَطَنٌ بِرائِحَةِ الْحَنِينِ مُطَيَّبٌ
و مُعَتَّــــقٌ بالأُقْحُوانِ مُفَتَّــــلُ
مُتَوَهِّجٌ كَفَرَاشَةِ الضَّوْءِ التِي
نَزقًــا تَطَيِرُ .. بِخِفَّـــةٍ تَتَنَقَّلُ
هِي حِكْمــةُ الأقْدَارِ تَغْسِلُ رُوحَنــا
مــا أَجْمــلَ الأَرْوَاحَ إذْ مــا تُغْســلُ
غَنَّتْ يَمــامـاتِي عَلَى قِيـثـارَةٍ
فلأنْتَ فِي قَلْبِي مَلاذٌ أَمْثَـــلُ
و تَقــاسَمَتْنِي فِيكَ أَطْيَــافُ الهَوى
ظَنًّــا بأنِي للمَحَبَّةِ أَجْهَــلُ
يــا جَنَّةَ الْحُبِّ الْكَبِيرِ أَخــالُنِي
أَنِّي بِحُبِّكَ يــا مُحَمَّدُ أَجْمـــلُ
و تَقــاسَمَتْنِي فِيكَ أَطْيَــافُ الهَوى
ظَنًّــا بأنِي للمَحَبَّةِ أَجْهَــلُ
يــا جَنَّةَ الْحُبِّ الْكَبِيرِ أَخــالُنِي
أَنِّي بِحُبِّكَ يــا مُحَمَّدُ أَجْمـــلُ
رُقَـيَّــة بنت سيف بن حمود البريدي
7 /2 / 2011م
الاثنين، 17 يناير 2011
هُوَ الْحُبُّ...
بأيِّ اللغَــاتِ سأكْتُبُ عَنْكَ ؟!
بِصَوْتِ البَنَفْسَجِ و الشَّوْقُ يَجْذِبُهُ ؟
بِرُوحِ الْقَدَاسَةِ فِي الْحُبِّ ؟
بِرَائِحَةِ الْمَطَرِ الْمَوْسِمِيَّــة ؟
أَنــا أَسْعَدُ الْكــائِنــاتِ بِقَلْبِكَ ..
كُلُّ الْفَضــاءَاتِ تَمْلَؤُنِي نِرْجِسِيَّــة ..
أُحِبُّكَ كَوْنــًــا مِنَ الْمُفْرَدَاتِ
و صُنْدُوقَ أَرْوَاحِنـــا اللؤْلُئِيَّة ..
بأيِّ الْبِدَايــاتِ أَمْضِي إِلَيْكَ
و كُلُّ الْبِدَايَــاتِ تُنْهِي الْقَضِيَّــة ..
طَرِيقٌ طَوِيــلٌ مِنَ الأُغْنِيــاتِ
مِنَ الأُمْنِيــاتِ
مِنَ الأَبْجَدِيَّــــة ..
تحــاصِرُنِي غَيْمَةٌ خَلْفَ تَلٍّ
تُعَلِّقُنِي
فِي هَوَاكَ ضَحِيَّـــة ..
أَرى فِيكَ كُلّ جِهــاتِي
و بَعْضَ الْحَنِينِ
و رُوحــًا سَخِيَّــــة ..
( هُوَ الْحُبُّ يَكْبُرُ شَيْئًــا فَشَيْئًــا)
و يُنْبِتُ فِينــا عُيُونــًـا نَدِيَّــــة ..
( رُقَــــيَّـــة )
السبت، 1 يناير 2011
أنْتَ الْوَفــــــــــــــاء ..
يَـا مَنْبِتَ الْحُبِّ يــا فِرْدَوْسُ يــا أَمَلُ
و يــا بياضًــا بِهِ الأَطْيــافُ تَغْتَسِلُ
حُرُوفُكَ الْيَوْمَ فِي أَفْوَاهِنــا مَطَرٌ
يَسْتَنْبِتُ الْحُبَّ ، للإخْلاَصِ يَبْتَهِلُ
إنــا لِقَلْبِكَ رُوحٌ أَزْهَرَتْ شَغفًــا
تَحْيــا بِنَبْضِكَ عِشْقًــا فِيكَ يَكْتَمِلُ
تَنــامُ فِي أَرْضِكَ الأَقْمــارُ بــاسِمَةً
و تَسْكُنُ الرِّيحُ إذْ تــاهَتْ بِهــا السُّبُلُ
هــا نَحْنُ بَيْنَ مَثــانِي الشِّعْرِ حَضْرَتُنا
جِئِنــا إلَيْكَ نُغَنِّــي كُلُّنــا خَجَـــلُ
و فِي عُيُونِكَ آيُ اللهِ قَدْ رُسِمَتْ
فَكَيْفَ تُسْعِفُنَــا يَـا مَوْطِنِي الْجُمَلُ
رَوَائِحُ التُّرْبِ فِي أَضْلاَعِنــا هَتَفَتْ
أَنْتَ الْوَفــاءُ الذِي فِي الأَرْضِ يُكْـتَـحَــلُ
و يــا بياضًــا بِهِ الأَطْيــافُ تَغْتَسِلُ
حُرُوفُكَ الْيَوْمَ فِي أَفْوَاهِنــا مَطَرٌ
يَسْتَنْبِتُ الْحُبَّ ، للإخْلاَصِ يَبْتَهِلُ
إنــا لِقَلْبِكَ رُوحٌ أَزْهَرَتْ شَغفًــا
تَحْيــا بِنَبْضِكَ عِشْقًــا فِيكَ يَكْتَمِلُ
تَنــامُ فِي أَرْضِكَ الأَقْمــارُ بــاسِمَةً
و تَسْكُنُ الرِّيحُ إذْ تــاهَتْ بِهــا السُّبُلُ
هــا نَحْنُ بَيْنَ مَثــانِي الشِّعْرِ حَضْرَتُنا
جِئِنــا إلَيْكَ نُغَنِّــي كُلُّنــا خَجَـــلُ
و فِي عُيُونِكَ آيُ اللهِ قَدْ رُسِمَتْ
فَكَيْفَ تُسْعِفُنَــا يَـا مَوْطِنِي الْجُمَلُ
رَوَائِحُ التُّرْبِ فِي أَضْلاَعِنــا هَتَفَتْ
أَنْتَ الْوَفــاءُ الذِي فِي الأَرْضِ يُكْـتَـحَــلُ
.
.
.
( رقية سيف )
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)