قَدْ كُنْتُ أَعْبُر ذَاتَ جُرْحٍ
فِي سَمَاءِ الرُّوحِ
و الأَوْجَاعُ تَنْفُضُ عَنْ شقَائِي أُمْنِيَاَتٍ
مِنْ بَقَايَا الْوَحْلِ يَمْقُتُهَا السَّوَادْ
و أُعِيدُ أُغْنِيَتِي بَيَاضًا للحُفَاةِ
و للدَّرَاوِيشِ الَّذِينَ يُسَرْبِلُونَ الْحُبَّ
فِي نَبْضِ الشَّوَارِعْ
و الْوَاقِفُونَ عَلَى شَظَايَاهمْ
يَهُزُّ الْمَوتُ رَهْبَتَهُمْ
و يَمْضِي ...
وَ يُبَسْمِلُونَ بِرَبِّهِم
و أنا الَّتِي وارَيْتُ أرْضَ الْحُبِّ خَلْفَ دَفَاتِرِي
و رَوَائِحُ اللَّيْمُونِ تَحْكِي للمَلاَئِكِ عِنْ تَصَوُّفِنَا الْقَدِيمْ
أرْوَاحُنَا
صَارَتْ كَأَوْرَاقِ الْبَنَفْسَجِ
و هِيَ تُمْلِي للغِيَابِ
الْجُبْنَ و الْوَجَعَ الْعَتِيقْ
هل نَستَعِيدُ سُؤَالَهَا عَنَّا
و نَمْضِي كَالْزَّوَارِقِ
كُلَّمَا فَاضَتْ خِيَانَهْ!
لَكأَنَّنِي حِينَ اتَّكَأْتُ عَلَى سَلاَلمِ حُبِّنَا
أَخْطأتُ فِي رَبْطِ الْخِيَانَةِ خَلْفَ بَائِعَةِ السَّكَاكِرْ
فَتَعثَّرَتْ أَحْلاَمُنَا و تَنَاثرَتْ كَالْغَيْثِ يَنْفُضُهُ الإِيَابْ
وَ قَوَافِلُ الأَلَمِ الْعَتِيقِ تُعِيدُ سَطْوَتَهَا الْقَدِيمَةَ كَيْ تُحِيلَ الْحُبَّ جَمْرَا
و الْمَسافَاتُ السَّخِيفَةُ تَسْتَقِيلْ
أوَاهُ مِنْ جُرْحِ الْوَفَاءِ إذَا تَحَدَّرَ مِنْ سُلاَلَةِ نَيْزَكٍ هَزَّتْه عَاصِفَةُ الْخِيَانِةِ أَلْفَ مَرَّة
و مَضَتْ تُأَرْجِحُ رُوحَهُ كَالطِّفْلِ يَصْرُخُ غاضِبًا
و تُحَاوِلُ الْأُمُّ الرَؤُومُ لِتَلْتَقَيهِ
فلاَ يَمَلُ مِنَ البُكَاءْ
كَمْ مَرَّةٍ يَنْزَاحُ قَلْبِي عَنْ غِوَايَتِهِ الْقَدِيمَهْ
كَفِي يَعُدُّ أَصَابِعِي
و الْمَوْتُ فِي أسْمَاعِنَا
يَرْوِي ابْتِهَالَهْ
و يُصِيخُ
عَلَّ رَوَائِحًا تُنْبِيهِ عَنْ سِرِّ التَّكَهُّنِ
فِي الْفَنَاجِينِ الْقَدِيمَهْ
عَرَّافَتِي
نَفَضَتْ غُبَارَ الْوَرْدِ
فِي زَمَنِ التَّبَعْثُرْ
أَلْقَتْ عَلَى وَجَعِي حِكَايَةً عَاشِقٍ
الليْلُ يُرْهِقُ حُبَّهُ
و الْحُبُّ يَذْوِي حَيْثُ أجْهَشَتِ الْبُكَاءْ
عَرَّافَتِي
مَاتَتْ لِتَحْيَا خَلْفَ نَافِذَةِ التَّسَكُعِ
و الْفَنَاجِينِ الْمَلِيئَةِ بالدُّخَانْ
و الْمَوْتُ بَاقٍ لاَ يَمُوتْ !!
الْمَوْتُ بَاقٍ لَنْ يَمُوتْ !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق