الاثنين، 12 أبريل 2010

يَومٌ أَخِيرٌ مُبَاركُ



العَاشِرُ مِنْ شهْرِ ذِي الْقِعْدَةِ لِعَام 1427هـ المُوَافِق الثَّالِثُ مِنْ كَانُونِ الأوَّلِ/دِيسَمْبَرْ لِعامِ 2006م ، ذلِكَ اليَوْمُ الذِي أَصْبَحَنَا بِبَرَكَاتِ السَّمَاءِ الإلــــــهِيَّةِ، كَانَ فَجْرًا رَائِعًا يَفُوقُ الخَيَالَ رُغْمَ عُتْمَتِهِ البَدِيعَة ، انْشَرَحَ صَدْرِي بِتِلْكَ الأجْوَاءِ الرَّبَّانِيَّة السَّاحِرَةِ ، الأَرْضُ تَفِيضُ جَمَالاٍ و السَّمَاءُ خَلْفَ الغُيُومِ تَسْتَرِقُ النَّظَرَ إِلَيهَا ، تَنَفَسْتُ الصًّعْداءَ و انْطَلَقْتُ لِغَايَتِي تأَخَّرَ سَائِقُ الْحَافِلَةِ عَلَى غَيْرِ عَادَتِهِ ، انْتَظَرْنَاهُ حَتَّى جَاءَ ؛ لأَنَ تَأَخُّرَهُ وَارِدٌ ذَلِكَ اليَومَ بِسَبَبِ الأوْدِيَةِ ، رَكِبْنَا الْحَافِلَةَ بِسَعَادةٍ و سَائِقُهَا يَقُولُ لَنَا قَدْ نَعُودُ بِسَبَبِ الأَوْدِيَةِ ، و الظَّرِيفُ فِي ذَلكِ اليَوْمَ أَنَّا كُنَّا ثـَلاَثـَةُ تَخَصُّصَاتٍ ( اللغَة العَرَبِيَّة ، العُلُوم و الرِّيَاضِيَّات ، التَّرْبِيَةِ الرِّيَاضِيَّة ) و كَانَ السَّائِقُ يَقُولُ لِبَنَاتِ التَّرْبِيَّةِ الرِّيَاضِيَّةِ : اسْتَمْتِعْنَ مَعَ الدُّكُتُورَة هَذَا اليَوْمَ ، فَقَدْ اتْصَلَتْ بِي لَأَمُرَّ عَلَيْهَا . غَضِبْنَ و زَمْجَرْنَ و طَلَبْنَ مِنْهُ تَنَاسِيهَا إذْ كَانَتْ المَرَّةُ السَّادِسَةُ خِلاَلَ الفَصْلِ التِي تَزُورُهُنَّ فِيهَا ، و اليَومُ الأَخِيرُ عَادَةً يَوْمَ وَدَاعٍ لِلطَالِبَاتِ و مُرَاجَعَةٍ للِدُّرُوسِ السَّابِقَةِ ، و لَكِنَّه رَفَضَ طَبْعًا لإخْلاَصِه لِعَمَلِهِ و المَسْؤُولِيَّةِ المُلْقَاةِ عَلَى عَاتِقِه ، مَرَرْنَا عَلَيْهَا و اعتَذَرَ السَّائِقُ لِتأَخُّرِهِ فَقالتْ: ( مَعَلِشْ يَا عَمِي سَلْمَانْ دَة انْتَة الوَاحِدْ يِضَبَطْ عَلِيكْ سَاعْتُه مَا انا عَارْفَهْ ، بَسِ ياللا عَشَانْ مَا نِتْأَخَرْشِ) و رَضينَ بالأمْرِ الواقِعِ!!

كَانَ أَوَّلُ الأَوْدِيَةِ ذَلِكَ الذِي يَجْرِيِ أَمَامَ الجَامِعَةِ ( أَظُنُّهُ وَادِي الخُوض) ، اجْتَزْنَاهُ و نَحْنُ مُسْتَمْتِعُونَ بِصَوتِ خَرِيرِ المَاءِ ، تِلْكَ السِيمفونية الرَّبَانِيَّة التِي تُرِيحُ النَّفْسَ و تُبْهِجُ القَلْبَ ، وَصَلْنَا المَدرَسَةَ ، لَمْ تَكُنْ المُدِيرةُ هُنَاكَ ، سأَلْتُ عَنْهَا فَقِيلَ لِي أَنَّهَا فِي دَوْرَةٍ أَو ورشَة عَمَلٍ ، مَضَى يَوْمِي كَالمُعْتَادِ ، عَمَلٌ فَوْقَ عَمَلٍ أَخَذْتُ حِصَّتَينِ إِضَافِيَتَينِ لأَجْلِسَ مَعَ طَالِبَاتِي وَأَسْألهُنَّ عَنْ حِصَصِي مَا أَعْجَبَهُنَّ وَمَا لَم يُعْجِبْهُنَّ ، لأَسْتَطِيعَ تَقْوِيمَ أَدَائِي ، و كُنْتُ قَدْ طَلَبْتُ مِنْهُنَّ كِتَابَةَ ذَلِكَ مِنْ قَبْلُ ، جَمَعْتُ مَا كَتَبْنَ و وَزَّعْتُ عَلْيهِنَّ مُلْصَقَاتُ الوُرودِ التِي وَعَدْتُهُنَ بِهِا إنْ ذَاكَرْنَ لِلْمُرَاجَعَةِ ، و َجَدْتُ نَتِيجَةً طَيِّبَةً مِنَ الجَمِيعِ ، و كُنْتُ قَدْ أَخَذْتُ الاحْتِيَاطَ لِذلِكَ أَجَابَ الجَمِيعُ و عُزِّزَ الجَمِيعُ ، الشَيْءُ الوَحِيدُ الذِي آلَمَنِي عِنْدَمَا سَأَلْتُ عَنِ الطَّالِبَةِ البَاكِسْتَانِيَّةِ ( سَنِيَّة) فَقِيلَ لِي بِأَنَّهَا غَائِبَةٌ ، و كُنْتُ قَدْ قَرَّرْتُ أَنْ أَقُومَ بِبرْنَامَجٍ تَعْلِيمِيٍّ خَاصٍ بِهَا فِي الحِصَّة الصفْريَة مُنْذُ بِدَايَة الفَصْلِ القَادمِ وأَرَدْتُ تَحْدِيدَ مُسْتَوَاهَا فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ لأَضَعَ خطَّةً أَعْرِضُهَا عَلى المُدِيرَةِ مَعَ بِدَايَةِ الفَصْلِ القَادِمِ ، فَقَدْ نَدِمْتُ كَثِيرًا ؛ لِعَدَمِ تَفْكِيرِي بالأَمْرِ إلاَّ مُتأَخِّرًا ، وَعَسَى أَن أُحَقِقَ مَا أَهِدِفُ إلَيهِ الفَصْلُ الْقَادِم .

أَنارَ (مَدْرَسَة ولاَيَةُ بِدْبِدْ ) ذَلِكَ اليَومْ زَمِيلاَتِي المُتَدَرِّبَات فِي (مَدْرَسَةِ زَيْنَبُ بِنْتُ قَيْسٍ) و ( مَدْرَسَةِ سُرُور ) ، بَعْدَ أَنْ أَغْلَقَتْ هَذِه المَدَارِسُ أَبْوَابَهَا ، حَيْثُ حَضَرْنَ مَعَنَا حِصَصَ مُشَاهَدَةٍ ، و بَعْدَ أنِ انْتَهَتْ الحِصَّةُ السَّادِسَةُ ، بَحَثْتُ عَنْ أُسْتَاذَتِي المُتَعَاوِنَةِ فَمَا وَجَدْتُهَا ، سَلَّمْتُ عَلَى بَاقِي المُعَلِّمَاتِ ، شَكَرْتُهُنَّ و طَلَبْتُ مِنْهُنّ الدُعَاءَ لِي ، ثُمَّ مَضَيْتُ .



طَلَبْنَا مِنْ سَائقِ الْحَافِلَةِ أَنْ يَذْهَبَ بِنَا إِلَى أَحدِ الأوْدِيَةِ القَرِيبَةِ ، وَافَقَ لِطِيبَتِه المُعْتَادَةِ ، الْتَقَطْنَا صُوَرًا تِذْكَارِيَّةً جَمَاعِيَّةً ، كُنْتُ سَعِيدَةً رُغْمَ حُزْنِي عَلى فِرَاقِ المَدْرَسَةِ و الطَّالِبَاتِ ، وَرُغْمَ أَوْضَاعِي الصِّحِيَة التِي أُعَانِي مِنْهَا مُنْذُ أَسَابِيعَ ، إلَّا أَنَّ اللهَ قَيَّضَ لِي مَا يُخَفِّفُ عَنِّي بِحِكْمَتِهِ الإلـــــــــهية ..





العَاشِرُ مِنْ شهْرِ ذِي الْقِعْدَةِ لِعَام 1427هـ المُوَافِق الثَّالِثُ مِنْ كَانُونِ الأوَّلِ/دِيسَمْبَرْ لِعامِ 2006م

هناك تعليقان (2):

  1. رُقيَّة .!
    أختي الطيِّبـة النَّقيّةُ

    كنْتُ هنـا لأقرأَ ما وَعدْتِني به ؛)

    جميلٌ عِندَمـا تقرأُ شيئًا مُفرحًا , فتشتَركَ في الفرحَةِ خاصَّةً إذا كانَ لشخصٍ عزيزٍ مثلكِ !!

    دُمـتي نقيّةً أختي

    ردحذف
  2. أَيهــا الْقَلْبُ الْقُزَحِيّ ..

    لَوْ لَمْ نَذُقْ الْحُزْنِ مــا أحْسَسْنــا بِطَعْمِ السَّعــادَة ..

    إنَّا سُنَّةُ إلاَهِيَّة ..

    دَامَ قَلْبُكَ بِفَرَحٍ ..

    ردحذف