الأربعاء، 14 أبريل 2010

مَا لَمْ يَكُنْ فِي الْحُسْبَان!



مَرَّتْ إِجَازَةٌ طَوِيلَةٌ بَدَأَتْ مُنْذُ انْتِهَاءِ اخْتِبَارِ طُرُقِ التَّدْرِيسِ فِي يَوْمِ الأَرْبِعَاءِ السَّادِسِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ لِعَامِ 1427 هـ المُوَافِقُ السَّابِعُ و الْعِشْرُون مِنْ كَانُونِ الأَوَّلِ / دِيسَمْبَر لِعَامِ 2006م و حتَّى بِدَايَةِ الْفَصْلِ الدِّرَاسِيِّ الجَدِيدِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ الْخَامِسِ عَشَرَ مِن شَهْرِ مُحَرَّمٍ لِعَامِ 1428 هـ المُوَافِقِ لِلثَّالِثِ مِنْ شبَاط/فِبْرَايِر لِعَامِ 2007 م ، كُنْتُ قَدْ وَضَعْتُ جَدْوَلَ أعْمَالٍ كَثِيرَةٍ لاسْتِغْلاَلِ الإِجَازَةِ ، ضَمَّنْتُهُ مَثَلاً : الْتِحَاقِي بِدَوْرَةِ تَحْقِيقِ المَخْطُوطَاتِ و التَوْثِيقِ الَّتِي أَعْلَنَتْ عَنْهَا وَزَارَةُ التُّراثُ الْقَوْمِيِّ وَ الثَّقَافَةِ ، تَكْوِينَ فَرِيقٍ نِسَائِيٍّ تَابِعٍ لِنَادِي نَزْوَى ، و إِنْهَاءَ قِرَاءَةِ المَجْمُوعَاتِ الشِّعْرِيَةِ و الْقَصَصِيَّةِ الَّتِي أَصْدَرَتْهَا وَزَارَةُ التُرَاثِ الْقَوْمِيِّ و الثَّقَافِةِ مُؤَخَّرًا بِمُنَاسَبَةِ مَسْقَط عَاصِمَةِ الثَّقَافَةِ الْعَرَبِيَّةِ ، و بَعْضَ الْمَشَارِيعِ الْقِرَائِيَّةِ الخَاصَةِ الَّتِي خَطَّطْتُهَا كتَهْيئِةٍ للفَصْلِ الْقَادِمِ ، و لمْ أَنْسَ بَرَامِجي التَّرْفِيهِيَّةَ طَبْعًا ، و كالْعَادَة تَجْرِي الرِّيَاحُ بِمَا لا تَشْتَهِي السُّفُنُ ، أَصَابَنِي إِحْبَاطٌ شَدِيدٌ لِمُجَرَّدِ أَنْ ظَهَرَتْ نَتَائِجُ الاخْتِبَارَاتِ ، دَخَلْتُ فِي دَوَّامَةِ الْكَآبَةِ الْمُعْتَادَةِ ، فَلَيْسَ مِنَ السَّهْلِ أَبَدًا أَنْ أَجْنِي ثَمَرَةً تَعِبْتُ فِي غَرْسِهَا و كَافَحْتُ لِأَجِدَهَا غَيْرَ صَالِحَةٍ للأَكْلِ !!
صَارَعْتُ الْوَقْتَ و حَاوَلْتُ أَنْ أُنْقِذَ نَفْسِي ، أَنْ أُثْبِتَ جَدَارَتِي ، كُلَّمَا شَعَرْتُ بِنَفْسِي تَهْتَزُّ أَسْرَعْتُ إِلَى مَكْتَبَةِ عَمِّي ، كُنْتُ أُخَطِّطُ بِصَمْتٍ للمُسْتَقْبَلِ الْقريبِ، فَكَرْتُ أَنْ أُحَوِّلَ إلَى كُلِّيَةِ الآدَابِ أَوْ أَنْ أَتْرُكَ الْجَامِعَةَ و أَقْتَدِي بالْعَقَّادِ فِي تَثْقِيفِ نَفْسِي ، لَمْ يُوَافِقْنِي أَحَدٌ فِي تَفْكِيرِيَ المَجْنُونِ- كَمَّا سَمَّاهُ الْبَعْضُ- اسْتَشَرْتُ أُسْتَاذَةً عَزِيزَةً فِيمَا أُفَكِرُ بِهِ ، كَانَتْ رُدُودُهَا مُقْنِعَةً و مُطَعَّمَةً بِشَيْءٍ مِنَ الأَمَلِ الَّذِي يَبْعَثُ الرُّوحَ مِنْ رِمْسِهَا المُظْلِمِ الْكَئِيبِ ، ذَاكَ كَانَ مَقْصِدِي مِنْ اسْتِشَارَتِهَا ، أَنْ أَسْتَمِدَّ بَعْضَ الْقُوَّةِ مِنْهَا .
يَا لِي مِنْ سَاذِجَةٍ بَسِيطَةِ التَّفْكِيرِ !! أُعَقِّدُ الأُمُورَ كَثِيرًا ، أُجْهِدُ نَفْسِي فِي أَشْيَاءَ تَافِهَةٍ لأَبْعَدِ الْحُدُودِ ، مَا الَّذِي جَعَلَنِي أَحُطُّ مِنْ تَفْكِيرِي وَعَزِيمَتِي ؟!! هّذَا مَا يَدُورُ فِي بَالِي عِنْدَمَا أُفَكِّرُ فِي طُمَوحَاتي الْمِسْكِينَةِ الَّتِي إِمَّا أَنْ أُمْسِكَ بِهَا حَدَّ الاخْتِنَاقِ أَوْ أَنْ أَطْرَحَهَا أَرْضًا دُونَ رَحْمَةٍ !!
أَخْبَرَنِي أَخِي أَنَّهُ يَنْوِي اصْطِحَابِي و أُخْتَيَّ الأَصْغَرِ مِنِّي و أُمِّي إِلَى الشَّارِقَةِ حَيْثٌ تُقِيمُ أُخْتِي ، قُلْتُ فِي نَفْسِي هِي فُرْصَةٌ لِتَغْيِيرِ الْجَوِ ، و زِيَارَةِ مَكْتَبَةِ الشَّارِقَةِ، أَعْجَبَتْنِي الْفِكْرَةُ ، قَضَيْنَا أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ جَمِيلَةٍ بَيْنَ مَتَاحِفِ الشَّارِقَةِ و مَرَاكِزِ التَّسَوقِ ، ثُمَّ عُدْنَا بِنَفْسٍ رَاغِبَةٍ فِي الْحَيَاةِ ، كَمْ كُنَّا بِحَاجَةٍ لِمِثْلِ ذَاكَ التَّغْييرِ ، لَيْتَ أُمِّي رَافَقَتْنَا أَيْضًا ؛ فَقَدْ كَانَتْ أَشَدَّ حَاجَةً مِنَا لِذَلِكَ و لَكِنَّ مَشِيئَةَ اللهِ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ ، فَلَمْ يَكُنْ بِإمْكَانِهَا تَرْكُ زَوْجَةِ أَخِي الَّتِي وَضَعَتْ مَوْلُودَهَا الثَّانِي قَبْلَ يَوْمٍ مِنْ ذَهَابِنَا للشَّارِقَة ، كَانَ اللهُ جَارَهَا .
انْتَهَتِ الإِجَازَةُ سَرِيعًا ، و لَمْ أَقُمْ بِكُلِّ مَا خَطَطْتُّ لَهُ ، حَزِنْتُ بَعْضَ الشَّيْءِ إلاَّ أَنَّ سَعَادَتِي بالْعَوْدَةِ للجَامِعَةِ كَانَتْ أَكْبَرَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ، لَمْ أَكُنْ أَنْوِي أَنْ أَتخَرَّجَ هَذَا الْفَصْل كَمَا هُوَ فِي خُطَتِي الدِّرَاسِيَّةِ ، تَبَقَّتْ لِي أَرْبَعَ عَشَرَةَ سَاعةً مُعْتَمَدَةً فَقَطْ بالإضَافَةِ إِلَى ثَلاَثٍ أُخْرَيَاتٍ لِمَادَةِ الْقِيَاسِ النَّفْسِيِّ الَّتِي تَوّجَّبَ عَلَيَّ إِعَادَتُهَا بَعْدَ أَنْ حَصَلْتُ عَلَى تَقْدِيرٍ سَيِّءٍ فِي الْفَصْلِ السَّابِقِ ، وَضَعْتُ فِي ذِهْنِي أَنْ آخُذَ إِحْدَى عَشَرَةَ سَاعَةً فَقَطْ لأُحَسِّنَ مُعَدَّلِي ، و أُؤَخِّرَ مُقَرَّرَيْ الْقِيَاسِ النَّفْسِيِّ و الْمَنْهَجِ الْمَدْرَسِيِّ ، ثُمَّ عَلِمْتُ بِأَنَّهُمْ لاَ يَسْمَحُونَ بِإِعَادَةِ الْمَوَادِ فِي الصَّيْفِ ، فَسَارَعْتُ لِتَسْجِيلِ الْقيَاسِ ، أَخَذْتُ أَرْبَعَ عَشَرَةَ سَاعةً حَتَّى الآن و لَمْ يَبْقَ غَيْرُ الْمَنْهَجِ الْمَدْرَسِيِّ، لاَمَنِي الْجَمِيعُ لِتَفْكِيرِي بالْصَّيْفِ مِنْ أَجْلِ ثَلاَثِ سَاعَاتٍ فَقطْ، و كَعَادَتِي أَحْتَرِمُ آرَاءَ الآخَرِينَ كَثِيرًا ، فَقَرَّرْتُ أَن أَتَخَرَّجَ هَذَا الْفَصْلُ مَعَ طُلاَّبِ دُفْعَتِي ، و لَكِنَّ المُشْكِلَةَ أَنَّ المَنْهَجَ المَدْرَسِيَّ لَمْ يُعْرَضْ إِلاَّ لِطُلاَّبِ اللُغَةِ الإنْجْلِيزِيَّةِ ، حَاوَلْتُ مَعَ زَمِيلَةٍ لِي أَن نَجْمَعَ الْخِرِّيجِينَ الَّذِينَ يُعَانُونَ مِنَ الْمُشْكِلَةِ نَفسِهَا ، ثُمَّ قَدَّمْنَا طَلبًا لِفَتْحِ شُعْبَةٍ لَنَا ، كُنَّا عَدَدًا لاَ بَأسَ بِهِ ، و كَانَ أَمَلُنَا كَبِيرًا جِدًا فِي قَبُولِ طَلَبِنَا ، لاَ يُعْقَلُ أَنْ نُؤَخِّرَ لأَجْلِ ثَلاثِ سَاعَاتٍ فَقطْ ، انْتَهَى أُسْبُوعُ الْحَذْفِ و الإِضَافَةِ ، و لَمَّا تُضَافُ لَنَا المَادَةُ بَعْدُ ، انْتَظَرْنَا للأُسْبُوعِ الثَّانِي لَعَلَّ و عَسَى أَنْ نَرَى جَدِيدًا فِي جَدَاوِلِنَا ، و لا فَائِدَةَ !
إنَّهُ يَوْمُ الأَحَدِ الثَّالِثِ و الْعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ مُحَرَّمٍ لِعَامِ 1428 هـ المُوَافِق الْحَادِي عَشَرَ مِنْ شبَاط / فِبْرَايِر لِعَامِ 2007 م ، لاَ يَبدُو لِي هَذا اليَوْمُ طَبِيعِيًّا ، فَلَمْ أَسْتَطْعِمْ جَمَالَ الصَّبَاحِ كَالْعَادَةِ ، وَ أَخْشَى مِنْ حَدَسِي الَّذِي لاَ أَذْكُرُ أَنَّهُ خَابَ يَوْمًا ، اسْتَغْفَرْتُ رَبِّي مِنْ تِلْكَ الأَفْكَارِ الَّتِي تُرَاوِدُنِي كُلَّ يَوْمِ أَحَدٍ ، فَقَدْ قَالَ لِي أَحَدُهُم بِأَنَّهُ يَوْمُ نَحْسِي بَعْدَ أنْ سَأَلَنِي عَنْ اسْمِي و اسْمِ وَالِدَتِي و تَاريخِ مِيلاَدِي !! و رُغْمَ عَدَمِ اقْتِنَاعِي بِمَا قَالَ إِلاَّ أَنَّ شَيْطَانَ كَلاَمِهِ لاَ يَزَالُ يَنُطُّ كُلَّ أَحَدٍ إِلَى مُخَيِّلَتِي ، يُحَاوِلُ سَلْبَ عَزِيمَتِي وَ لَكِن هَيْهَاتَ أَنْ أَسْمَحَ لَهُ .
شَرِبْتُ الشَّايَ بالْحَلِيبِ ذَلِكَ الصَّبَاح عَلَى غَيرِ الْعَادَةِ ، و تَوَجَّهْتُ إِلَى مُحَاضَرَةِ الأَدَبِ الْمُقَارَنِ الَّتِي يُفْتَرَضُ أَنْ تَبْدَأَ تَمَامَ السَّاعَةِ الثَّامِنَةِ ، لَمْ يَحْضُرْ الدُّكْتُور ... ذَلِكَ الْيَوْم ، لِذَلِكَ عَزَمْتُ التَّوَجُّهَ إِلَى كُلِّيَةِ التَّرْبِيَةِ لِمُرَاجَعَةِ ذَلِكَ الرَّجُلِ الطَّيِّبِ ، إِنَّهُ أُسْتَاذِي قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَ لَمْ أَكُنْ أَرَاهُ إِلاَّ صَبُورًا مُتَعَاوِنًا مَعَنَا أَوْ بالأحْرَى مَعَ الْجَمِيعِ ، و لَيْسَ غَضَبُهُ إلاَّ لِحَقٍ لاَ يُلاَمُ عَلَيْهِ ، أُشْفِقُ عَلَيْهِ كَثِيرًا بَعْضَ الأَحْيَان فَمَشَاكِلُ طُلاَّبِ التَّرْبِيَةِ لَيْسَتْ قَلِيلَةً ، و عَمَلُهُ يَتَطَلَّبُ مِنْهُ أَن يَسْتَمِعَ للجَمِيعِ - أَعَانَهُ اللهُ - لَوْ كُنْتُ مَكَانَهُ رُبَّمَا قَدَّمْتُ اسْتِقَالَتِي ، مَا أَنْ وَصَلْتُ وَ زَمِيلَتِي حَتَّى ابْتَسَمَ السِّكرْتير قَائلاً : مِن أَجْلِ المَنْهَجِ أَيضًا ؟
أَجَابَتْ إحْدَانَا : نَعَمْ . هَلْ يُمْكِنْ أَن نُكَلِّمَ الدُّكْتُور ؟!
أَجَابَ مُبَاشَرةً : تَفَضَّلا
طَرَقْنَا الْبَابَ اسْتِئْذَانًا ، لَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْنَا ، مُتَفَاعِلاً مَعَ حَاسُوبِه هَمَسْتُ فِي أُذُنِ زَمِيلَتِي : يَبْدُو مَشْغُولا ! طَرَقْتُ ثَانِيَةً و دَخَلْنَا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، الْتَفَتَ و رَدَّ السَّلامَ بابتِسَامَةٍ لَطِيفَةٍ مَلِيئَةٍ بِالتَّعَبْ و الْجِدِّيَة ، لاَ بُدَّ أَنَّهُ يَعْلَمُ سَلَفًا لِمَاذَا نُرَاجِعُهُ ، فَاتَحْنَاهُ فِي الْمَوْضُوعِ مُبَاشَرَةً ؛ فَلاَ وَقْتَ للْمُقَدَمَاتِ الطَّوِيلَةِ ؛ لِنَعْرِفَ السَّبَبَ الَّذِي مَنَعَ فَتْحُ شُعْبَةٍ جَدِيدَةٍ ، أَخْبَرَنَا بِأَنَّ جَدَاوِلَ مُقَدِّمِي الطَّلَبِ مُتَضَارِبَةٌ ، و لاَ وَقْتَ مُتَّفَقٌ بَينَهُم يُغَطِّي سَاعَاتِ المَنْهَجِ الْمَدْرَسِيِّ الثَّلاثِ ، تَغَيَّرَتْ مَلاَمِحُ وَجْهَيْنَا ، كَانَ ذَلِكَ وَاضِحًا جِدًا فِي وَجْهِ زَمِيلَتِي ، تَتَرْجَمَ ذَلِكَ فِي عَدَدٍ مِنَ الْحُلُولِ الّتِي لَمْ تَلْقَ اسْتِحْسَانًا مِنْ قِبَلِ الدُّكْتُورِ ، أَخْبَرْنَاهُ بِأَنَّهُمْ تَأَخَّرُوا فِي إِخْبَارِنَا بِذَلِكَ ، و أَنَّنَا نَرْغَبُ فِي حَذْفِ الْقِيَاسِ عَلَى الأَقَلِ لِنُخَفِّفَ مِنْ ضَغْطِ هَذَا الْفَصْلِ الدِّرَاسِيِ و نَأَخُذَهُ فِي فَصْلِ الصَّيْفِ مَعَ الْمَنْهَجِ ، فَقَالَ لَنَا : لاَ بَأْسَ و لَكِنِّي لاَ أَنْصَحُ بِذَلِكَ؛ لأَنَّهُم قَدْ لاَ يَسْمَحُونَ لَكُمَا بإعَادَةِ الْمَادَةِ فِي الصَّيْفِ ، اسْتَسْلَمَتْ زَمِيلَتِي بِسُرْعَةٍ ؛ لأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ مُقْتَنِعَةً بِحَذْفِ الْقِيَاسِ بِحُجَّةِ أَنَّ الدُّكُتُور الَّذِي سَجَلْنَا مَعَهُ مُمْتَازٌ و لَن نُضَيِّعَ فُرْصَةَ الدِّرَاسَةِ مَعَهُ ، لِذَلِكَ اسْتَأذَنَتْ و خَرَجَتْ بَعْدَ أَنْ طَلَبْتُ مِنَ الدُّكْتُور ...أَن يَتَأَكَدَ لِي مِن عَمَادَةِ الْقَبُولِ و التَّسْجِيلِ ، قِيلَ لَهُ إِنَّ المَسْؤُولَةَ عَنْ ذَلِكَ مَشْغُولَةٌ و أَن يُعَاوِدُ الاتْصَالَ مَرَّةً أُخْرَى ، طَلَبَ مِنِّي مُرَاجَعَتَهُ فِي وَقْتٍ لاَحِقٍ ، شَكَرْتُهُ و خَرَجْتُ عَلَى غَيْرِ نِيَّةٍ للْعَودَةِ ، فَلاَ أَظُنُّهُمْ سَيُوَافِقُونَ لِي.
كُنْتُ كَثِيرَةَ الاسْتِيَاءِ ذَلِكَ الْيَوْم ، أُحَاوِلُ اصْطِنَاعَ البَسَمَاتِ ، و أَنَا أَتَجَوَّلُ فِي أَقْسَامِ التَّرْبِيَةِ ، لَمْ يَكُنْ لِي وِجْهَةٌ مُحَدَّدَةٌ ، وَجَدْتُ نَفْسِي أَدْخُلُ قِسْمَ الْمَنَاهِجِ وَطُرُقِ التَّدْرِيسِ ، قَابَلَتْنِي أُسْتَاذَتِي النَّشِيطَة ... قَائِلَةً : أَهْلاً بِكِ شَاعِرَتَنَا ، رفَعْتُ عَيْنِيَ بِعَيْنِهَا لأَرُدَّ التَّحِيَّةَ قَائِلَةً : أَهْلاً بِكِ أُسْتَاذَة دُونَ أَنْ أَتَوَقَّفَ ؛ خَوْفًا مِنْ تَقْرَأَ عَيْنَيَّ الفَاضِحَةَ ، و لكِنْ هَيْهَاتْ ، فَلَسْتُ أَنَا مَنْ يَمْتَلِكُ مَهَارَةَ الْهَرَبِ ، فَسُرْعَانَ مَا تَغَيَّرَتْ مَلاَمِحُ وَجْهِهَا إِلَى غَرَابَةٍ سَائِلَةٍ : هَلْ أَنْتِ عَلَى مَا يُرَام يَا رُقَيَّة ؟! أَمْسَكْتُ دَمْعَتَيَّ وَمَضَيْتُ مُتَجَاهِلَةً الأَمْرَ، قُلْتُ لَهَا و قَد أَدَرْتُ وَجْهِي؛ خَشْيَةَ أَنْ تَرَانِي : نَعَم أُسْتَاذَة لاَ تَقْلَقِي .
أَخَذْتُ نَفَسًا عَمِيقًا ، لأَسْتَعِيدَ شَيْئًا مِنْ قُوَّتِي ؛ فَقَدْ كُنْتُ أَنْوِي أَنْ أُسَلِّمَ عَلَى الدُّكْتُور ... مُشْرِفِ التَّرْبِيَةِ الْعَمَلِيَّةِ و أَسْأَلُهُ عَنِ الْمَدْرَسَةِ الَّتِي سَوْفَ أَتَدَرَّبُ فِيهَا ؛ فَقَدْ سَمِعْتُ أَنَّ زَمِيلاَتِي قَدْ طَلَبْنَ تَغْييرِ الْمَدْرَسَة لأَسْبَابٍ لَمْ أَكُنْ مُقْتَنِعَةً بِهَا أَبَدًا ، رَجَوْتُ أَنْ يُرْفَضَ طَلَبَهُنَّ ؛ لارْتِبَاطِي بِمَدْرَسَةِ بِدْبِدْ ؛ فَقَدْ تَمَنَّيْتُ أَنْ أَحْضُرَ تَقْييمَ المَسْرَحِ و أُتَابِعُ أَدَاءَ الطَّالِبَاتِ بِنَفْسِي ، كَمَا أَنِّي كُنْتُ قَدْ قَضَيْتُ جُزْءًا غَيْرَ يَسِيرٍ مِنْ إِجَازَتِي ، فِي قِرَاءَةِ كُتُبِ تَعْلِيمِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ لِغَيْرِ النَّاطِقِينَ بِهَا؛ لأضَعَ خُطَّةً لِتَعْلِيمِ طَالِبَتِي الْبَاكِسْتَانِيَّة ، كُلُّ أَمَلِي أَنْ لاَ يَضِيعَ جُهْدِي هَبَاءً ، ثُمَّ أَنِّي رُغْمَ حُبِّي لِمَدْرَسَةِ عَائِشَةِ أُمِّ الْمُؤْمِنين لِكَفَاءَةِ مُعَلِمَاتِهَا و إِدَارَتِهَا المُتَعَاوِنَةِ إِلاَ أَنِي لَمْ أَكُنْ أُحَبِّذُ أَنْ تَكُونَ بَدِيلاً ؛ لِكَثْرَةِ مَعَارِفِي هُنَاكَ مِنَ الْمُعَلِّمَاتِ ، فَأَنَا أُفَضِّلُ التَّعَاوُنَ مَعَ مَنْ لاَ يَعْرِفُنِي ؛ حَتَّى أَسْتَطِيعَ أَنْ أَنْتَقِي أسَالِيبَ التَدْرِيسِ بِحُرِّيَةٍ وَ أَجِدَ احْتِرَامَ الآخَرِ و تَقْدِيرَهُ الصَّحِيحَ دُونَ مُجَامَلاَتٍ سَخِيفَةٍ لاَ طَعْمَ لَهَا .
كَانَ مَكْتَبُ الدُّكْتُور مَفْتُوحًا ، دَخَلْتُ و سَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، شَدَّنِي تَغْييرُهُ لِتَرْتِيبِ مَكْتَبِهِ ، بَدَا لِي أَفْضَلُ مِنَ السَّابِقِ ، سَأَلْتُهُ عَنِ الْمَدْرَسَةِ إنْ غُيِّرَتْ ، فَأَجَابَنِي بالإيجَاب و عَلَى وَجْهِهِ ابْتِسَامَةٌ بَرِيئَةٌ كَانَتْ كَخِنْجَرٍ قَتَلَ بِهِ كُلَّ آمَالِي ، لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ أَنِّنِي سأَحْزَنْ لِذَلِكَ ، فَهْوَ لاَ يَدْرِي أَنِّي كُنْتُ مُعَارِضَةً للْفِكْرَة ، طَلَبْتُ مِنْهُ أَنْ يَتَأَكَّدَ مِنَ الْقَوَائِم فَهْلْ يُعْقَلُ أَنْ تُغَيَّرَ مَدْرَسَةٌ بِهَذِهِ السُّهُولَة ! قَلَّبَ الْقَوَائِمَ لِيُؤَكِّدَ لِي ، أنَّهَا غُيِّرَت ، فالثَّانَوِيَّة فِي عَائِشَة أُمُّ الْمٌؤْمِنين و الإعْدَادِية فِي أَحْدَى مَدَارِسِ مَسْقَط ، انْفَعَلْتُ قَلِيلاً وأنَا أَسْأَلُه عَنِ المُشْرِفِ إِنْ كَانَ قَدْ غُيِّرَ هُوَ الآخَر ، فأَجَابَنِي بإيمَاءَةٍ تَدُلُّ أَنَّهُ المُشْرُفُ قَائِلاً : إِنْ كُنْتِ لاَ تُرِيدِينَنِي فَبِإمْكَانِي نَقْلُكِ و الْبَدِيلُ مَوْجُودُ ، قُلْتُ لَهُ بِلَهْجَةٍ سَاخِرَة ، جَمِيلٌ جِدَّا أَنَّهُنَّ لَمْ يُغَيِّرْنَ المُشْرِفَ أَيْضًا ، كُنْتُ غَاضِبَةً مِنْهُنَّ ؛ لأَنَّهُنَ لَمْ يُرَاعِينَ ارْتِبَاطَاتِي ، و رُغْمَ ذَلِكَ كُنْتُ مُؤْمِنَةً بِمَبْدَأ ( يَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ ) ، فَلَيْسَ مِنَ الأَخْلاَقِيَّاتِ أَنْ أُعَارِضَ مَا اتَّفَقْنَ عَلَيْهِ رُغْمَ أَلَمِي ، أَشْفَقَ عَلَيَّ الدُّكْتُور و هَوَ يَرَانِي أُصَارِعُ بُكَاءً فِي دَاخَلِي ، حَاوَلَ أَنْ يُهَوِّنَ الأَمْرَ عَلَيَّ ، و لَكِنَّ انْفِعَالِي كَانَ حَادًا ، فَمَا كَانَ مِنْهُ إِلاَّ أَنْ قَالَ : رُقَيَّة اذْهَبِي إِلَى مَحَلِّ العَصَائِرِ ثُمَّ عُودِي إِلَيَّ ، نَظَرْتُ إلَيْهِ و خَرَجْتُ عَلَى وَجْهَيْ رَحْمَة وَ شَرِيفَة سَأَلَتَانِي مُبَاشَرَة : مَا بِكِ ؟!! أَجَبْتُهُمَا بِلَهْجَةٍ حَادَةٍ : لاَ أَعْرِفُ ، كُنْتُ بِحَاجَة لِبَكَاءٍ شَدِيدٍ أُفَرِّغُ فِيهِ كُلَّ مَا بِدَاخَلِي ؛ حَتَّى لاَ أَحْمِلَ فِي قَلْبِي مَا يُتْعِبُهُ أَكْثَرَ ، بَحَثْتُ عَنْ مَكَانٍ مُنَاسِبٍ ، لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّهْلِ أَنْ أَعْثُرَ عَلَيْهِ ، فكَّرْتُ أَنْ أَتَّصِلَ بصَدِيقَةٍ عَزِيزَةٍ عَلَّهَا تُخَفِّفُ عَنِّي و تُسَاعِدُنِي ، ثُمَّ قُلْتُ فِي نَفْسِي : لِمَاذَا أُزْعِجُ الآخَرِينَ بِأَحْزَانِي الَّتِي لاَ تَنْتَهِي ؟!
مَضَيْتُ بَلاَ وِجْهَةٍ ، سُبْحَانَ الله ! إِنَّهَا صَدِيقَتِي الَّتِي كُنْتُ أُفَكِّرُ فِيهَا قَبْلَ قَلِيلٍ مَعَ كَوْكَبَتِهَا الْمُعْتَادَة ، دَمَعَتْ عَيْنَايَ فَمَسَحْتُ الدَّمْعَ مُبَاشَرَةً ،لَكِنَّهَا لَمَحَتْنِي ، رَيَّاء الرَّوَاحِية فَتَاةٌ رَائِعَةٌ ، تَتَعَامَلُ بِعَفَوِيَّةٍ بَرِيئَةٍ مَعَ الآخَرِينَ ، تَخْلُقُ الْفُكَاهَةَ ، لَطِيفَةُ الابْتِسَامَةِ ، كَثِيرَةُ الاعْتِزَازِ بِمَبَادِئهَا ، مُتَمَسِّكَةٌ بِدِينِهَا ، رُغْمَ اخْتِلاَفِي مَعَهَا أَحْيَانًا إِلاَّ أَنَّهَا أَقْرَبُهُنَّ إِلَى نَفْسِي ، اسْتَأذَنَتْ زِمِيلاتِهَا ، و جَاءَتْ إِلَيَّ بِرُوحِهَا الْمَرِحَة تَسْأَلُنِي : مَا بِكِ ؟! مَنْ ضَرَبَكِ ؟! و تُجِيبُ عَنْ نَفْسِهَا : أَكِيد الدُّكْتُور فُلاَن! جَعَلَتْنِي أَبْتَسِمْ ، مِسْكِينَة رَيَّاء أَخَذَتْ مَوْقِفًا مِنَ ذَلِكَ الدُّكْتور بَعْدَ أَنْ مَزَّقَ وَرَقَةً فِي وَجْهِهَا فِي لَحْظَةِ غَضَبٍ ، قُلْتُ لَهَا: لَيْسَ هَذَا وَقْتًا للمِزَاحِ ، أَخَذَتْنِي إِلَى مُؤَسَسَة الإثْنِين ( كَمَا يَدْعُوهَا الْجَمِيعِ فِي الْجَامِعَة و الْحَقِيقَةُ أَنِّي لاَ أَعْلَمُ سِرَّ تِلْكَ التَّسْمِيَةِ الْغَرِيبَة! )، رُبَّما كَانَتْ جَائِعَةً أَوْ رُبَّمَا ادَّعَتْ الْجُوعَ لِأَجْلِي لكِنِّي لَمْ أَكُنْ أَرْغبُ فِي الأَكْلِ كُلُّ مَا كُنْتُ أَرْغَبُ فِيهِ هُوَ الْبُكَاء، اكْتَفَيْتُ بالنَّظَرِ إِلَى أَحْذِيَةِ مُرْتَادِي مُؤَسَّسَةِ الإثْنَيْنِ ، كَانَتْ كَثِيرَةً ذَلِكَ الْيَوْمَ ؛ تِلْكَ عَادَةٌ لَمْ أَسْتَطِعْ الْفِكَاكَ مِنْهَا ؛ فَأَنَا أَقْرَأُ شَخْصِيَّاتِ الْغُرَبَاءِ مَنْ حَوْلي عَنْ طَرِيقِ الأَحْذِيَة، رُبَّمَا تَكُونُ سَذَاجَةً مِنِّي ، لَكِنِّي أَجِدُ مُتْعَةً فِي ذَلِك ، و بالأَخَصِّ فِي الأَمَاكِنِ الْعَامَةِ .

خَرَجْنَا لِنَجْلِسَ فِي سُلَّمٍ قَرِيبٍ مِنَ الْمُؤَسَّسَةِ ، تَنَاوَلَتْ فَطِيرَتَهَا و أَنَا أَسْرِدُ لَهَا مَا حَدَثَ ذَلِك َ الْيَومَ بانْفِعَالٍ ؛ لأَنِي لَمْ أَكُنْ أَعْلَمُ تَحْدِيدًا سَببَ رَغْبَتِي فِي الْبُكَاءِ ، اقْتَرَبَ مَوْعِدُ مُحَاضَرَتِهَا ، فَقَرَّرْتُ الْعَوْدَةَ إِلَى السَّكَنِ كَيْ أُرِيحَ نَفْسِي قَليلاً فَلاَ تَزَالُ السَّاعَةُ الْعَاشِرَةُ صَبَاحًا، و لاَ مُحَاضَرَات قَبْلَ الرَّابِعَةِ و الرُّبْعِ عَصْرًا ، وَصَلْتُ و نَظَرْتُ إِلَى سَاعَتِي كَانَتْ تُشِيرُ إِلَى الْعَاشِرَة و الثُّلْثِ تَقْرِيبًا ، فَتَحْتُ غُرْفَتِي لأَكْتَشِفَ بِأَنِّي نَسِيتُ تَرْتِيبَ سَرِيرِي ، و قَدْ كُنْتُ حَرِيصَةً عَلَى أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ أَوَّلَ عَمَلٍ صَبَاحِيٍّ أَقُومُ بِهِ تَمَسُّكًا بِنَصِيحَةِ الدُّكْتُور طَارِق سِوِيدَان الَّتِي سَمِعْتُهَا مُنْذُ سَنَةٍ أَو سَنَتَيْنِ فِي مُحَاضَرَةٍ لَهُ فِي جَامِعَةِ السُّلْطَانِ قَابُوسِ ، أَذْكُرُ أَنَّهُ كَانَ يَقُوُلُ : لِكَيْ نَحْظَى بِيَومٍ مُنَظَّمٍ ، عَلَيْنَا أنْ نُرَتِب سَرِيرَ الصَّبَاحِ قَبْلَ كُلَّ شَيءٍ ، هَلْ تُرَاهُ ذَلِكَ سَبَبُ عَدَمِ انْتِظَامِ يَوْمِي ! أُحِبُ اتِّبَاعَ الْبَرْمَجَةِ الْعَصَبِيَّة ، و أُحَاوِلُ الاقْتِنَاعَ بِهَا لَكِنَّهَا تَخُونُنِي فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَحْيَانِ .

فَتَحْتُ جِهَازَ الحَاسُوبِ عَلِّي أَجِدُ فِيهِ مَا يُخَفِّفُ عَنِّي ، وَجَدْتُنِي أُضِيفُ أَبْيَاتًا عَلَى خَرْبَشَاتٍ أَودَعْتُهَا فِي مَلَفٍ خَاصٍ بِأَشْعَارِي أَسْمَيْتُهُ ( للنَزْفِ بَقِيَّة ) قُلْتُ فِيهَا :
هَاجَتْ قَرِيحَةُ أَدْمُعِي وَمِدَادِي

لَمَّا تَلَبَّدَ بِالْهُمُومِ فُؤَادِي

الزَّهْرُ يَحْتَضِرُ الغِيَابَ عَبِيرُهُ

والْقَلْبُ يَشْكُو مُوثقَ الأَصْفَادِ

عَبَثَتْ بِأَحْلاَمِي ظِلالُ أَحِبَّتِي

بَلْ حَطَّمَتْهَا ثَوْرَةُ الأَمْجَادِ

أَنَا مَنْ رَسَمْتُ الْمُسْتَحِيلَ بِرِيشَتِي

وَرَسَمْتُ فِي دَرْبِي خَيَالَ جِهَادِي

وَظَنَنْتُ أَنِّي أَسْتَطِيعُ تَحَدِّيًا

فَوَقَفْتُ فِي دَوَّامَةِ الأَضْدَادِ

حَتَّى أَطَاحَتْ بِالأَمَانِي مَوْجَةٌ

وَ بَقِيتُ أَرْجُو رَحْمَةَ الْجَلاَدِ

وَطَفَقْتُ أَبْحَثُ عَنْ شَقَائِي حَالِمًا

فَوَجَدْتُهُ مُتَعَلِّقًا بِعِنَادِي


أَغْلَقْتُ جِهَازِي ، و قَرَّرْتُ أَنْ أَنَامَ قَلِيلاً ، رَأَيْتُ أَحْلامًا غَرِيبَةً و مُثِيرَةً عَادَتْ بِي إِلَى زَمَنٍ بَعِيدٍ ، إِلَى أَيَّامِ الْحُرُوبِ الصِّلِيبِيَّة ، و عُصُورِ الْبَشَوَاتِ فِي الشَّامِ ، اسْتَيْقَظْتُ و قَدْ كُنْتُ مُقْتَنِعَةً ، بأَنِّي قَادِرَةٌ عَلَى إثْباتِ ذَاتِي فِي أَيِّ مَدْرَسَةٍ أَذْهَبُ إِلَيْهَا ، و أَنَّ للصَيْفِ مُتْعَةً خَاصَّةً، و لاَ شَيْءَ فِي الْحَيَاةِ يَسْتَحِقُّ أَن أَحْزَنَ عَلَيْهِ أَبَدًا ، لِذَلِكَ يَجَبُ أَنْ أَعِيشَ سَعِيدَةً ، و أَنْ أَرْسُمَ الابْتِسَامَةَ أَيْنَمَا ذَهبْتُ !







الأَحَد الْثَلاَثُون مِنْ شَهْرِ مُحَرَّمٍ لِعَامِ 1428 هـ الْمُوافِقُ الثَّامِنُ عَشَرَ شبَاط/ فِبْرَايِر لِعَامِ 2007 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق